ألة الزمن.. بين الفكرة الأدبية والمخالفة العقدية



الفكرة العلمية (كما يدعى ) التي تحولت إلى أدب قصصي ثم غزت العالم عن طريق تحولها لأعمال سينمائية وأهديت لنا 
في الصغر عبر أفلام ومسلسلات الكرتون تحتوى على مخالفة
عقدية لباب عظيم من أبواب العقيدة التي لا يستقيم حال المسلم إلا بفهمه وإدراكه جيداً.. بل لا يصير مسلماً بدونه.. باب القدر..
إنه جانب من جوانب الغزو الفكري لأبناء المسلمين وحرفهم عن عقيدتهم وتربيتهم على العقيدة السائدة عند الغرب الوثني في باب القدر.. 
وهي عقيدة قدرية فجة تنضح بها أدبياتهم.. وكلمة قدرية هنا أعني بها الفرقة القدرية التي تنفي القدر وهم عكس الجبرية.. 
وهذا تجده في كتب الفرق عند أهل السنة والجماعة.. 
فكرة ألة الزمن أو بمعنى أوضح (التحكم في القدر) تم إلباسها كالعادة ثوباً علمياً كسائر الأفكار المنحرفة عن الجادة والتي يراد
لها الرواج بين أبناء التوحيد ليس بالمباشرة لكن بالتسلل وبالمصطلحات العلمية الرنانة التي تشعرك بجو المعامل الفيزيائية
لكننا كمسلمين لا ينبغي لنا أن نخجل ونحن ننزع عن تلك الأفكار 
الكفرية القديمة ثوبها العلمي أو الأدبي لتبدو عارية أمام العيان..
ولنعرض باختصار فكرة ألة الزمن على عقديتنا في باب القدر
ولنرى موقعها.. ألة الزمن يمكنك بها التقدم للأمام في المستقبل
لمعرفة ما سيكون.. والعودة للوراء لمعرفة ما كان.. والمهم هنا هو: القدرة على التغيير في مسار الحوادث المقدرة 
التي كتبها الله قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة..
أي مسلم شم من علم العقيدة شيء ما.. يعرف أن الإيمان بالقدر ينقسم إلى أربعة أقسام العلم والكتابة والمشيئة والخلق.. 
أو بمعنى أخر كل مخلوق يمر بأربعة مراحل قبل أن يكون.. علم الله به وبأنه سيكون وهو علم أزلي.. كتابة الله لما سيكون.. 
ثم مشيئته له أن يكون.. ثم مرحلة الخلق.. 
هذا هو ترتيب الحوادث.. وألة الزمن يدعي أصحابها سواء أرباب
العلم الزائف أو الأدباء والقصاص.. أنها تمكنك من الذهاب لما سيكون بعد.. أعني المستقبل (الغيب).. 
والمستقبل قد مر بمرحلتين من مراحل القدر.. علم الله الأزلي له والكتابة في اللوح المحفوظ.. لكن تبقى مشيئة الله في كن فيكون.. 
لكنك ذهبت إلى هذا الغيب يا صاحبي بألة الزمن.. ذهبت إلى ما لم يشأ الله أن يكون فجعلته كائناً.. 
بل يمكنك أن تعود للوراء فتحيي الموتى.. وتغير في مجرى الأحداث التي وقعت بتقدير الله الكوني بمعنى أوضح أنت تكتب
قدرك وأنت تفعل ما تريد بدون تقدير سابق.. وهذا هو عين قول
القدرية القدامى.. وهذا هو عين ما يريده الغرب الوثني.. التحكم في القدر.. وهذا هو ما يبثونه عبر قنواتهم وغزو به العالم.. 
وهذا هو ما تبثه الجمعيات السرية التي تتحكم في مقاليد السياسة الغربية.. عبر فيديوهات يصورون لك فيها أنهم يفعلون ما يريدون.. 
وأن كل ما يخططون له يقع لأنهم يتحكمون في كل شيء بالعالم.. 
يتحكمون في ذرات الكون ذاته ( راجع موضوع فلسفة الطاقة لفيصل الكاملي ) وهي دعوى ربوبية تفوقوا فيها على فرعون ذاته..
فقط عليك أن تريد!.. وبمصطلح البرمجة العصبية ( عليك أن تؤمن) وستفعل وستحقق ما تريد.. 
ولا مشيئة عليا لله سبحانه وتعالى عما تصف ألسنتهم الكذب..

تعليقات

المشاركات الشائعة