ليس أدباً.........


قديماً في القصص والروايات كان التلميح دون التصريح هو ديدن بعض الكتاب الكبار 
أمثال نجيب محفوظ والحكيم .. 
وكان الأول يدعي أن القصة تمكنك من قول ما تريد بين السطور دون تصريح بخلاف 
المقال لذا أحب محفوظ القصة عن المقال..
واليوم صار التصريح والتلويح الفج بالأفكار والعبارات البذيئة هو علامة على نضج الكاتب ووصوله 
لقمة الصاروخ الذي سيقذفه قذفاً ليتربع على عرش الأدب العالمي..
صارت كتابات أمثال نجيب محفوظ وغيره أقرب لأدب الأطفال 
بالنسبة لما يكتبه شباب الكتاب في تلك الأيام..
والسؤال هنا هل المشكلة مشكلة كاتب مدجن مولع بالطريقة الغربية الماجنة في الكتابة ( وكأن الشاشات لا تشبع 
رغباتهم المكبوتة فقرروا تفريغها على الورق كنوع من العلاج النفسي)
أم في مجتمع تبدل وتغير وصار ما كان يرفض التلميح به قديماً يرضاه اليوم مبذولاً بالعبارة الصريحة..
وما علاقة كل ذلك بالأدب؟
سبحان الله هناك أفلام أخذت عن روايات أدبية.. لو قارنت بين الفيلم والرواية لوجدت 
أن الفيلم غاية في الأدب والحشمة إلى جوار الرواية (الأدبية).. مع التحفظ على وصفها بالأدبية ههنا..
كيف يخرج مثل هذا الفحش المتفحش من قلم أديب حتى تفوق فحشه على فحش الممثلين المتمسخرين !
كيف بي أفتح رواية تعد من أكثر الروايات رواجاً وشهرة ثم أقوم بحذفها بعد عدة صفحات مشيعة باللعنات.. 
والسبب هو شعورك العام أنك سقطت في مجرور لن يطهرك منه ولا ماء المزن..
المشكل هنا أن هذه القصص تتسلل لمخادع الأبناء من الجنسين
وأنت لن يساورك الشك ولا الريبة لحظة (في أيامنا هذه) .. حينما تلمح رواية أدبية بين أنامل ابنتك .. 
بل ستعد هذه علامة على رقي ذوقها وتطلعها إلى أفاق الأدب الرحبة!.. 
بعيداً عن التلوث السمعي والبصري الحاصل في دنيا الناس اليوم.. 
لكنك يا عزيزي لا تدري أن ما بين أنامل ابنتك الغالية فيلم إباحي تم تفريغه بين دفتي كتاب ذو غلاف مهذب وأنيق..
ليس كل ما يلمع ذهباً..
وليس كل ما سطر في الكتب أدباً... 
***

تعليقات

المشاركات الشائعة